"التنوع والاختلاف .. يجمعنا"

23.05.20 02:55 PM بقلم Voice of Future Generations

دعوني أخبركم بسرٍ صغير، لقد قضيتُ ١٢ سنة طالبة في المدرسة وأنا أردد "سأصبح أي شيء ولكن لن أكون معلمة"! ولكن ماذا تتوقعون كانت النتيجة؟ أنا الآن مُعلمة! ومنذ عشر سنين وفخورة جداً بذلك! من ناحيةٍ أخرى فأنا أؤمن تماماً أن هذا هو قدري! بعدما قضيتُ سنوات عديدة في المدرسة كمعلمة، رأيتُ كم يتشابه الأطفال في ردود أفعالهم، وبالمقابل كم تختلف شخصياتهم وثقافاتهم، كان هناك وقت آمنتُ فيه حقاً أنهُ قُدِّر لي أن أكون معلمة روضة من أجل سببٍ أكبر بكثير من مجرد التعليم، لم أكن أعلم في ذلك الوقت ما هو السبب، لكنني استمريتُ في البحث عنه.


إلى أن أتى ذلك اليوم، وانضم فيه طفلٌ جديد في الصف، كان هذا الطفل مختلفاً في أعين أصدقاءه! بالنسبةِ لي كان مختلفاً أيضاً! لكن بطريقة مُلهِمة جداً! كانت مهمتي في ذلك الوقت أن أساعد بقية الأطفال بأن يعلموا ويروا بقلوبهم أنه ليس مهماً كم هو حجم الاختلاف في أشكالنا، حتى إن تصرفنا بغرابة في بعض الأحيان، لأننا كُلنا مميزون بطريقتنا الخاصة! لقد كانت سنة صعبة علينا جميعاً، أنا كمعلمة وكذلك الأطفال، ولكن بالمقابل كنتُ فخورة جداً بهم، أنهم تخرجوا في تلك السنة وهم مدركين تماماً كيف أن التنوع والاختلاف.. يجمعنا! الحُب والتسامح والدعم الذي قدموه لذلك الطفل الصغير، ساعدنا جميعاً أن نتطور وننمو عاطفياً واجتماعياً!


من هُنا أبصرت قصتي "الدينوراف" النور! كانت هذه القصة هي السبب الأكبر والأعمق الذي كنتُ أبحث عنه! كانت هي الرسالة التي أردتُ أن أوصِلها لجميع أطفال العالم وذويهم! أن الاختلاف والتنوع في الثقافات، العادات، المظاهر والشخصيات هي ما تجعل كُل فردٍ منا مميز! بقدر ما نختلف عن الآخرين، بقدر ما ننجذب لهم!


بغض النظر من أين أتينا أو إلى من ننتمي، يُمكننا أن نعيش بسلام وحُب مع بعضنا البعض، يُمكننا جميعاً التركيز على أهداف عالمية تخلق بيئة متسامحة مما تؤدي إلى الاستدامة للحفاظ على مستوى الأمان في الحياة، كما قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "التسامح يزيدنا قوة ومنعة، ويرسخ مجتمعاً إماراتياً عالمياً وإنسانياً".


لذلك، صغاري القراء.. افتحوا أعينكم.. أطلقوا العنان لخيالكم.. فكروا بحبكات غير اعتيادية، لأننا لم نُخلق لأن نكون أشخاصاً عاديون! جدوا رسالتكم كما وجدتُ رسالتي.. وأرسلوها للعالم بسلام.. لتُوحِدنا وتجمعنا!


المرجع:

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (2015). اقتباسات. 22/مايو/2020، https://sheikhmohammed.ae/ar-ae/Quotes


صوت حصه المهيري

حصه المهيري كاتبة و رسامة في أدب الطفل، حاصلة على بكالوريوس طفولة مبكرة وماجستير في الإدارة والسياسة التعليمية من جامعة ديكن الأسترالية، كما أنها التحقت مؤخراً بجامعة أكاديمية الفنون بأمريكا لتتخصص في رسومات الأطفال بهدف إنتاج أجود القصص الإماراتية من حيث التأليف والرسم، شاركت الكاتبة في مهرجان طيران الإمارات للآداب وقدمت الكثير من الجلسات القرائية للأطفال في مختلف المدارس والمكتبات. 

من أهم إنجازات الكاتبة فوز قصتها "الدينوراف" بجائزة الشيخ زايد للكتاب في سنة ٢٠١٨، ثم تم ترشيح الجائزة للترجمة بثلاث لغات وتم تدشين النسخة المترجمة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في سنة ٢٠١٩.

للتواصل:

البريد الإلكتروني hessa.almehairi@live.com

حساب الإنستغرام @hessa_illa