الذكاء العاطفي - صوت رحاب صلاح 

09.11.21 02:52 PM بقلم Voice of Future Generations

 هل تسلب التكنولوجيا ذكاء أطفالنا العاطفي؟

هل أصبح لدينا جيل يرتبط بالشاشات أكثر من ارتباطه بالبشر؟  إذا كانت الاجابة بنعم، إذا فما هو تأثير التكنولوجيا على الذكاء العاطفى لدى الأطفال.


نقصد بالتكنولوجيا هنا الأجهزة السمعية والبصرية مثل سماعات الأذن، والهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، ما أصبح مطلب أساسي للحياة ومقياس عن مدى تطور الأمم وأصبح لا غنى عنها. ولكن ما الخطر العائد على الأطفال من كل تلك التكنولوجيا؟ 

أولاً،  المتعة:  التكنولوجيا طريقة ممتازة للتواصل مع البشر بشكل غير مباشر فهى مصدر للمتعة والتسلية ومحفز الفضول لدى الأطفال. لا يدرك الأطفال أهمية التفاعل مع الأطفال الأخرين ويتفاعلون مع الأخرين ممن حولهم مثل أفراد الاسرة من أجل المتعة واللعب والتسلية. 

إن اكتساب الخبرات هي خطوة يتخذها الطفل من خلال عملية التفاعل مع الأخرين، ولكنها ليست مسعى له. فالتفاعلات البشرية الرئيسة، مثل التفكير أو المجاملة أو التفاعل اللغوي، قد تكون غائبة تماماً بين الأطفال والاّباء  ويعود ذلك لممارسة الآباء نفس السلوكيات مثل الانشغال المتواصل بالتصفح ومشاهدة الفيديو وممارسة الالعاب الالكترونية. وعليه ينفصل الطفل تماماً عن البيئة من حوله، وتصبح التكنولوجيا هي الأولوية عوضاً عن  التواصل مع الآخرين. يؤثر ذلك على الطفل بشكل عميق ويصبح غير قادر على ترجمة مشاعره وأفكاره أو تفهم مشاعر وأفكار الأخرين فتنهار المحادثات والتفاعلات الإيجابية ويتعقد شعور الأطفال. 

فيعرف علماء النفس الذكاء العاطفي على أنه القدرة على إدراك، واستخدام، وفهم، وإدارة، والتعامل مع العواطف. يمكن للأشخاص ذوي الذكاء العاطفي العالي التعرف على مشاعرهم ومشاعر الأخرين، واستخدام المعلومات العاطفية لتوجيه التفكير والسلوك، والتمييز بين المشاعر المختلفة وتوصيفها بشكل مناسب، وتعديل العواطف للتكيف مع البيئات. ظهر المصطلح لأول مرة في عام 1964، لكنه اكتسب شهرة في الكتاب الأكثر مبيعاً في عام 1995، الذكاء العاطفي، الذي كتبه صحفي العلوم دانيال غولمان. عرّف غولمان الذكاء العاطفي على أنه مجموعة من المهارات والخصائص التي تحرك أداء القيادة. ويحدد الدكتور غولمان خمس صفات رئيسية تعزز الذكاء العاطفي، وهي الوعي الذاتي، والتنظيم الذاتي، والمهارات الاجتماعية، والتعاطف، والدافع.

إذاً لماذا أصبح الذكاء العاطفي حديث الساعة؟ 

اظهرت الدراسات أن الاشخاص ذوي مستوى ذكاء عاطفي مرتفع، يتمتعون بصحة عقلية وأداء وظيفى ومهارات قيادية أكبر. يشير ذلك إلى أن غياب الذكاء العاطفى أو ضعفه هو مشكلة كبيرة قد تواجه جيل المستقبل بأكمله، غير قادر على  التطور عاطفياً نظراً لعواقب التطور التكنولوجي الذي يحرم الطفل من اكتساب تلك المهارات بشكل كبير بسبب انشغاله المستمر بتلك الأجهزة لما فيها من ألعاب منتشرة تُلعب عن بعد. إن افترضنا أنه قد توفر للطفل مميزات في اللعبة قد لا تتوفر ابداً في كل مرة يلعب الطفل مع غيره ممن في نفس العمر ومن نفس البيئة عبر الانترنت، فقد تؤدي تلك العلاقة نادراً إلى صداقة حقيقية، وذلك في حال توفرت كل المقومات. ولكن فى الواقع، غالباً ما يحدث أن يلعب  ذلك الطفل ذو العشرة أعوام عن بعد مع شخص بالغ وهو ما قد يشكل تهديداً على الطفل.

اذا كيف سيواجه هذا الطفل حياته بعيداً عن الشاشة؟ما عواقب استخدام الهاتف المحمول والانترنت على الأطفال، ولا سيما الأطفال في مرحلة تعلم اللغة؟

غالباً ما سيعاني هذا الطفل من اضطربات فى النطق والكلام وهذا أمر نلتمسه بشكل يومي في الواقع فى الكثير من الأطفال بدايةً من ضعف شديد فى المهارات الاجتماعية واضطرابات فى اللغة متوسطة وشديدة وقد تؤثر تلك الاضطرابات بشكل مباشر على الذكاء العاطفي لدى الأطفال والذي بدوره يؤثر على المهارات الاجتماعية لديهم.

صوت رحاب صلاح سعد بسيوني
تعمل كأخصائية تربية خاصة في مدرسة الشعلة الخاصة عجمان. هدفي في الحياة أحداث فارقاً فى حياة الاطفال الذي اعمل معهم (ذوي الهمم ) وان اصبح لهم عوناً ورفيق. حيث منذ سنوات قمت بتغير تخصصي من مجال هندسة الكمبيوتر بعد اسابيع من التخرج من الجامعه لالتحق بكلية التربية لإماني بحق الاطفال ذوي الهمم فى المساواة وتكافؤ الفرص واعتقادي انني استطيع تحسين جودة الخدمات المقدمة اليهم اولاً واشباع شغفي بمساعدة الاخرين ثانياً.