الصقار الصغير- قصة قصيرة من مركز حمدان بن محمد للتراث 

10.06.20 10:21 AM بقلم Voice of Future Generations

جدول حافل بالأنشطة التراثية ينتظر حمد خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو الذي يرافق والده إلى كل مكان. إذ تعج دولة الإمارات العربية المتحدة بالأنشطة والفعاليات والمسابقات التراثية خصوصاً في فصل الشتاء.


يعشق حمد الجلوس في المقعد الأمامي ليشاهد المناظر الطبيعية بينما يقود والده السيارة إلى الروية في دبي مع بزوغ الفجر وهو الوقت الذي يلائم توقيت مسابقات الصيد بالصقور.

أشعة الشمس الذهبية تعكس خيوطها على الرمال الناعمة ونسيم الهواء العليل يعيد شريط الذكريات في مخيلة حمد الذي يبلغ من العمر 12 سنة. فمنذ نعومة اظافره، كان حمد يرافق والده إلى مسابقات الصيد بالصقور ولا يتذكر حتى متى بدأ حبه لكل هذه الأنشطة التراثية.


مشهد السماء الصافية والكثبان الرملية المحيطة، ممزوجة بشريط من الذكريات الجميلة لا يعكر صفوها إلا قوة اهتزاز السيارة عندما تصل إلى الطريق الوعر المؤدي إلى موقع خيمة الصقور. عندها يدفع يستيقظ أحمد من تأمله العميق ليمسك قوياً بالصقر الوحيد الذي يمتلكه ويحبه ويخاف عليه كثيراً حتى لا يفلت من بين يديه.

مسافة طويلة قبل أن تظهر الخيمة البيضاء المخصصة لمسابقات الصيد بالصقور، وعندما يرى حمد الخيمة تتسارع دقات قلبه من الحماسة والرهبة، فقد حرص لشهور طويلة على تدريب صقره ليحرز المركز الأول في بطولة فزاع للصيد بالصقور – فئة الناشئين.


يسارع حمد بإتمام الإجراءات اللازمة للمشاركة في المسابقة بداخل الخيمة، وعندما يصل إلى خط بداية السباق، يهمس حمد في أذن صقره "أرجوك أكمل المسافة ولا تخذلني" ومن ثم يزيل "البرقع" (غطاء الرأس) عن صقره و"يهده" (يتركه يحلق) ليقطع مسافة السباق البالغة 400 متر.

سعادة حمد لا توصف عندما يسترد صقره، فتلك اللحظة بالنسبة له أهم من الفوز بالسباق، بعدها يتطلع حمد للاستمتاع بباقي اليوم.


الوجهة التالية هي "العزبة" حيث يمتلك والد حمد الهجن والجمال، خصص البعض منها لسباقات الهجن والباقي للاستفادة من حليبها. إذا يعد حليب الجمال صحي للغاية، وهذا ما تعلمه من جده!

بعد أن يشرب حمد حليب الجمال الطازج، يزداد حيوية ونشاطاً، ويذهب مسرعاً لركوب ناقته ويقضي باقي النهار مستمتعاً على ظهرها. حمد يشعر بالفخر بفضل تمسكه بتراثه وعاداته المجتمعية ويسير على خطى والده وجده، فالموروث الاجتماعي والتراث هما أساس الهوية الوطنية لكل فرد في المجتمع.


لهذا السبب، تم إنشاء مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث لصون الموروث الثقافي والاجتماعي لدولة الإمارات عبر طرق عديدة. وتضم هذه الوسائل تنظيم أنشطة وفعاليات ومسابقات للمحافظة على الصقور والهجن وكلاب السلق والرماية بالبندقية التراثية السكتون والغوص الحر والمخيمات الشتوية واليولة والاحتفالات الشعبية والزي الوطني والأكلات الشعبية وغيرها الكثير من العادات والتقاليد المحلية.