جميعاً مختلفون ولكن متساوون صوت يوسف أبو عيسى

02.09.24 02:18 PM بقلم Voices of Future Generatations

اسمي يوسف، وأنا في الحادية عشرة من عمري. كنت أزور المكتبة يومياً، مستمتعاً بقراءة الكتب واستعارة ما يعجبني. كان والداي يشجعانني على القراءة والتحدث باللغة العربية، ويذكّرانني دائماً بأنها لغتنا الأم ولغة القرآن الكريم، وعلينا الحفاظ على هويتنا من خلالها. كان الأمر صعباً عليّ، حيث عشت في بلد غير عربي لا يتحدثون فيه العربية ولا يدرسونها. ومع ذلك، تمكنت من التغلب على هذه الصعوبات وتعلمت اللغة العربية في المنزل بمساعدة والدي وبرامج تعليمية متعددة.

نشأت في بيئة مدرسية آمنة، بعيدة عن التنمر. لكن عندما رأيت ما يعانيه أقراني في مدارس أخرى، شعرت بالمسؤولية تجاههم. قررت أن أشارك في مسابقة "أصوات أجيال المستقبل" لأكون صوتاً لمن لا صوت لهم، وأساهم في بناء مجتمع مدرسي يحترم التنوع والاختلاف. أؤمن بأننا معاً يمكننا أن نخلق مدارس خالية من التنمر، مدارس تحفز الإبداع وتنمي الثقة بالنفس.

اخترت شخصية الطفل سامي بطل قصتي حيث في أول يوم دراسي له، كان سامي متحمساً لاكتشاف عالم جديد مليء بالأصدقاء والمغامرات. لكن حماسه سرعان ما تحول إلى خوف وحزن عندما حاول مجموعة من الأطفال التنمرعليه بسبب إعاقته. شعر سامي وكأن قلبه يتحطم قطعة قطعة. لم يتوقع أبداً أن يواجه مثل هذا الرفض القاسي. تمنى لو كان مثل باقي الأطفال، يركض ويلعب دون أن ينظر إليه أحد بازدراء.

طبعاً، لم تكن كتابة قصتي أمراً سهلاً، فأنا لا أعرف كل قواعد اللغة العربية ولا أعرف مكان الأحرف العربية على لوحة مفاتيح الحاسوب، ما أخذ مني وقتاً طويلاً ومع ذلك، لم أيأس واستطعت تجاوز هذه الصعوبات بمساعدة أمي. وكان لفريق "أصوات أجيال المستقبل" دور كبير في دعمي، إذ قدموا لي نصائح قيمة لتعديل بعض الفقرات وتفصيل بعض أجزاء القصة. شجعوني بشكل كبير، مما منحني دفعة قوية للاستمرار وإكمال قصتي.

لم أكن أتوقع أو أحلم بأنني سأفوز بالمركز الأول في الدورة الرابعة من المسابقة. كان مجرد الاشتراك في المسابقة وحضور ورشات العمل والندوات التعليمية والتواصل مع فريق عمل "أصوات أجيال المستقبل" كافياً بالنسبة لي للشعور بالفخر بنفسي وبالإنجاز الذي حققته لنفسي ولغتي العربية.

وآخيراً لديّ أمنيتان: الأولى أن يشعر جميع الطلاب العرب بالفخر والاعتزاز بلغتهم العربية ويستخدمونها في حياتهم اليومية، والثانية أن يكون لدى جميع الطلاب وعي بأهمية احترام الآخرين مهما كان شكلهم والامتناع عن التنمر بكل أشكاله وأساليبه.

لقد اقتبست في قصتي مصطلحاً علموني إياه في السويد وهو شعار في كل المدارس: "vi är olika, men lika"، ومعناه أننا جميعاً مختلفون ولكن متساوون!




يوسف أبو عيسى طالب محبوب‌‌ و اجتماعي‌‌ و لطيف من مدرسة القمة الدوللية الخاصة. يحب الطبيعة و الحيوانات و‌‌ الفضاء كثيرا‍‍ً‍‍، لذلك يبحث يوسف دوماً عن معلومات متعلقة بهذه المواضيع و يحاول جاهداً مساعدة البيئة قدر‌‌ المستطاع.‌‌ ‌‌يطمح يوسف أن يصبح مستكشف في عالم الحيوان والنبات، لذلك حلمه أن يصبح لدى جميع الناس‌‌ وعي لأهمية الحفاظ على البيئة و الحيوانات.

This Website Uses Cookies in order to offer you the most relevant information.  Please accept Cookies for optimal performance.
Agree