عائلتي الرائعة- صوت سها عودة 

14.05.20 03:45 PM بقلم Voice of Future Generations

"مايو15 "اليوم العالمي للأسرة

تشكل الأسرة الوحدة الأساسية للمجتمع، مما يستوجب إعطاء أكبر قدر ممكن من الحماية والمساعدة لها، بحيث تتحمل مسؤولياتها بشكل كامل في المجتمع، ويصبح كل عضو فيها مثمرا ومنتجا، ونظرا لهذه الأهمية انطلق اليوم العالمي للأسرة تبعا للقرار الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993 باعتبار 15 مايو يوما عالميا للأسرة

"إنها لا تفهم ما أريده".

"إنها تتعمد افتعال الشجار معي على أمورٍ لا تستحق".

"يجب أن تضعي لها حدًا، إياكِ والسكوت عما حصل".

وغيرها الكثير من الانفعالات والكلمات التي نرددها عند حدوث خلاف عائلي مع أحد أفراد الأسرة، ونتوعده بالرد والويل والندم، ولنكن واقعيين فإن هذا لايحدث، لأن ما يربطنا أكبر من أن نخسره بسبب خلاف بسيط أو اختلاف في الرأي. وربما أيضًا مررنا بأوقات شعرنا بالغضب الشديد والشعور بالإهمال عند معارضة أحد والدينا لرغباتنا والظن بأنهم لا يفهموننا.

لكننا كثيرًا ما مررنا بمواقف سيئة وصعبة لم نجد من يقف بجانبنا إلا هم، ولا من يأخذ بيدنا ويدفع بنا إلى تجاوز تحديات الحياة إلا هم، وأننا كلما احتجنا للشكوى ولأذنٍ تُصغي ويدٍ ترّبِت إلا هم.

حينما أعود بالذاكرة إلى فترة المراهقة، كنت شديدة الغضب والانفعال ومتهورة في اتخاذ القرار كما أنني كنت كثيرة الجدال والتصادم مع أخواتي ووالدتي، نعم لقد كنت أتجاهل النصيحة وأفعل ما كنت أظنه صحيحًا ومناسبًا، لكنني أتذكر جيدًا كم كانت والدتي صبورة ومحبة ودائمة النصح لي، كانت تتفهم شخصيتي وطباعي الحادة في تلك الفترة لكنها لم تدخر جهدًا في إرشادي بطرقٍ مباشرة وغير مباشرة حتى تصقل شخصيتي التي هي الآن.

إن الوضع الراهن وما فرضه فيروس كورونا المستجد من قيود اجتماعية أجبرتنا على البقاء في منازلنا جعلتنا نعيد التفكير في علاقاتنا بالأقربون منا وأن نعيد بناء ما تصدّع بسبب إيقاع الحياة السريعة وروتين المسؤوليات.

اليوم وفي اليوم العالمي للأسرة، أحتفي بعائلتي على كل شيء منحتني إياه وعلى كل لحظة أضحكتني وتلك التي أبكتني فعلمتني.

شكرًا لكم.


صوت سها عودة

لطالما كانت سها شغوفة بالكتابة منذ أن كانت طالبة بالمرحلة الابتدائية، وبدأت رحلة القراءة بعد تلك الحصة الدراسية التي قررت فيها معلمة الفصل قراءة قصة "الباب المسحور" ثم كان الكتاب الثاني "الأميرة والضفضع المسحور" والذي استعارته من مكتبة المدرسة.

تعمل سها حاليًا كمديرة البرنامج العربي في مؤسسة الإمارات للآداب وتشرف على البرنامج العربي لمهرجان طيران الإمارات للآداب والتواصل مع الكتّاب ودور النشر العربية، بجانب مهامها في مجال العلاقات العامة مع الجهات الحكومية.