ما مدى نجاح وفعالية طريقة التعلم عن بعد؟ - صوت ساجدة سامي يونس

14.07.21 04:35 PM بقلم Voice of Future Generations

ما مدى نجاح وفعالية طريقة التعلم عن بعد؟

في عالم كورونا الساحروالمنتج كما اطلقتُ عليه،عالم أقرب إلى الخيال العلمي المتسارع، ما كنت أتخيله من سنة تقريبا، بات واقعا الآن وأنا اقوم به وأتفاعل معه يوميا!

نعم جائحة كورونا لها جوانب خفية على أنفسنا، إيجابية بحتة،لم تغير نمط الحياة فقط إنما نمط التفكير الإنساني.

وكأننا كنا ننتظر مثل هذه الجائحة لنخرج من عبائاتنا التعليمية، كي ننطق ما كنا نخشى قوله أو البوح به خوفا من الإحراج العلمي أوالتعليمي،كأن أكون مختلفة عن البقية!!.

 الآن بات الغيرمختلف هو المختلف الغير مرغوب، كلام فلسفي بعض الشيء لنتركه جانبا وندخل في لب التغيير، كيف تغيرنا:

نحن لم نتغير بالمفهوم المنطقي التدريجي الإنساني، إنما كنا مرغمين حوصرنا فدخلنا التجربة.

لماذا تغيرنا؟

العالم يتطور ويتغير من حولنا ونحن نقف على حافة هذا غير معقول..!، ليس مجدي! غير مستعدين ..!  بدون الخوض في التجربة نفسها،لم يكن هناك مفرولا مخرج آخر لاستكمال العملية التعليمة غير الولوج في  كبسولة التغيير.

هل كان إلزاميا؟

كان ضروريا وإلزاميا أن لا نتوقف، النتائج الآن هي الدليل.

هل سيزول التغيير؟

كل المؤشرات تشيرأن طريقة التعليم عن بعد ستكون ملازمة ومتوافقة مع القرن التعليمي القادم.

إليكم تجربتي الشخصية  والناجحة والتي أعلم أن لدى عدد كبير جدا من المدرسين حول العالم التقيتهم في دورات وندوات نفس النجاح.

النجاح  كان على المستويين المهني والشخصي.

سأختصر كثيرا من القصص لطلابي المتميزين في جميع المستويات التعليمية، أو طلاب كالطالب "س" مثلا،الذي لم أكن أتوقع منه أن يتكلم معي، حيث كان الطالب "س" يرفض الكلام طيلة الفصلين الأول والثاني في الصف الثاني الابتدائي قبل أن نبدأ جميعا الحجر المنزلي في فبراير2020. إحدى النجاحات التي يرجع الفضل فيها لكورونا الجائحة.

وعدد من الطلاب ذو صعوبات التعلم كنت أجد مشقة كبيرة عند البدء بالتعليم عن بعد في التعامل معهم لعدم قدرتهم على التكيف السريع مع المتغيرات، لكن وباختصارشديد سرعان ما وضحت الصورة وبدأ طلابي في التفاعل معي وبسرعة لم أكن أتوقعها،ومنهم الطالب " س" الذي بدء يطلب أن يجيب على الأسئلة ولكن خلف الكاميرا المغلقة.ومع تكرار المواقف التعليمية بدأت تظهر جليا وبتنافس رغبتهُ للمشاركه والتحدث.إلى أن ظهر في بث بيني وبينه فقط ما لبث أن تحدث أمام زملائه وبصوت واضح.تكررت المحاولات إلى أن أصبح يرغب في الكتابة على السبورة المشتركة والرد على الدردشة.هذه إحدى القصص التي رغبت في إيجازها لكم. لدي العديد من القصص التعليمية التي تطورت من خلال التعلم عن بعد لحالات لطلاب توحد أو بطيئي التعلم أيضا.

 

 

فهل نجحت طريقة التعلم عن بعد، في رأي نعم نجحت إلى حد كبير.

لكنا الآن وبعد انتهاء فترة التعرف والاستعداد والخوض في التجربة، علينا أن نعيد تقييم المرحلة السابقة فنحتاج الى التريث لاستنباط المعايير والمؤشرات التعليمية التي يجب أن تعاد صياغتها لاستكمال المنظومة بشكل قياسي عملي أكثر عمقا.

تجربتي في مدرستي القمة الدولية الخاصة كانت استثنائية بعض الشيئ،أدين بالفضل الكبير لمديري السيد ليي دباجيا الذي أتاح لنا فرص تعليمية جديدة واستباقية في جميع المجالات، حيث كنا نذهب للعمل في المدرسة مع عدد من الطلاب الذين اختاروا التعليم الوجاهي وفي نفس الوقت كنا نجتمع سويا مع الطلاب عن بعد.

درسنا – اكتشفنا – تعلمنا- احتفلنا –قيمنا- شاركنا بعضنا لبعض ولكن إلكترونيا وعن بعد،نعم كانت صعبة جدا في شهر سبتمبر الماضي 2020، لكنها هي نفسها في يونيو كانت مختلفة جدا مفعمة بالحماس مكللة بالنجاح المختلف عن السنوات الماضية.

الخوض في التجربة عمليا مع الوعي المهني للخطط التي وضعناها ومراجعتها في كل خطوة نخطوها جعلنا متميزين، متميزين في طرق تفكيرنا واجتماعاتنا وتدريسنا وتقييمنا وتعاملنا مع بعض وعن بعد.

كنا ننتظر الحصص التي جدولت كما أننا في المدرسة كي نلتقي سويا مع الطلاب داخل الفصل وفي المنازل.

تعلمنا من تجارب حية في المنازل – تواصلنا- عبر جميع المنصات التي كانت متاحة لنا- لعبنا- واجتزنا المسابقات الأدبية والعلمية والدينية، لم تفتنا أي مناسبة أو ذكرى أو فكرة جديدة لنطبقها ونتعلم منها.

الآن ونحن ننظر للنتائج ونقول لأنفسنا الحمد لله أننا نجحنا  واجتزنا العوائق والمخاوف وطلبتنا أيضا،لقد تمكنا رغم المسافات،وأسسنا للتعليم الذاتي الرقمي مكانا في عقول طلوبنا.

وعن نفسي أقول لقد أتيحت لي فرصة للقراءة المتواصة لم تتح لي منذ فترة طويلة، تعرفت على منصات تعليمية رقمية وفكرية متميزة- طبقت العديد من الاستراتيجيات الحديثة و المحدثة،فكريا نمت أوصال الخلايا للوصلات العُصيّبية التي كانت تبحث عن وصلاتها الفكرية-نمت مهاراتي الرقمية التي  كانت شبه متمركزة في أنماط محددة-الحجر المنزلي أوصلني لحل مشاكل اجتماعية كانت مؤجلة لعدم وجود حل لها لزحمة الأعمال في ذاك الوقت-علاقتي مع نفسي تجددت بشكل جميل ومتفائل أكثر من ذي قبل- علاقتي بأسرتي وأصدقائي أيضا..الحمد لله على نعمة التغيير.

الآن أصبح طلابي قادرين على الولوج في المنصات والبحث واستخراج المعلومات ودمجها ومشاركتها.

أقول نعم نجحت تجربة التعلم عن بعد في دولة الإمارات العربية المتحدة-الاستباقية - التخطيط – التنظيم –المتابعة- الدعم من وزارة المعرفة والتعليم كان لها الأثر الإيجابي على استمرارنا وتقدمنا..شكرا من القلب لكل من ساهم في بث روح الاستمرار التعليمي والدعم المعنوي والمادي للتميز المستدام.

 

صوت ساجدة سامي يونس

·  رئيسة قسم المرحلة الابتدائية ورياض الاطفال في مدارس القمة الدولية الخاصة – أبوظبي

·  عملت معلمة لمادة اللغة العربية لرياض الاطفال والمرحلة الابتدائية لأكثر من 10 سنوات للطلاب العرب وغير العرب.

·  عملت مديرة مدرسة خاصة 10 سنوات.

·  شاركت في العديد من الدورات التدريبية في مجال التعليم الصفي،التطوير المهني للمعلمات، ورشات البناء المهاري للطلاب.

·  حصلت على العديد من الشهادات التدريبية في مجال الذكاء الاصطناعي.

·  متطوعة في مجال الكشافة- مفوضية جمعية كشافة الامارات.

·  عملت في مجال تعليم التفكير والابداع .

·  ممارسة معتمدة في برنامج طرق التدريس والابداع.

·  ممارسة معتمدة في برنامج دمج أبحاث الدماغ في تعزيز التعليم الذكي.

·  ممارسة معتمدة في برنامج فلسفة المتعلمين.

·  ممارسة معتمدة في مجال تدريب الطلاب الموهوبين.

·  مدربة معتمدة في التنمية والتطوير.