هل يمكن أن يكتب الأطفال؟ - صوت إيمان اليوسف

25.10.23 03:59 PM بقلم Voices of Future Generations

هل يمكن أن يكتب الأطفال؟

نشرتُ مؤخرًا عبر حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي صورة غلاف قصة "الصقّار الصغير" لكاتبها عبدالله جمال الحمادي. عبدالله الفتى الذي لا يزال في أواخر المرحلة الابتدائية اليوم، والذي كان بالتأكيد أصغر عمرًا وأقصر طولًا حين التقيته لأول مرة منذ عامين في إحدى ورشة الكتابة الإبداعية التي أقيمها للأطفال واليافعين وقتئذ.


أيضًا، فقد تابع أغلبنا حصول الكاتب الإماراتي سعيد راشد المهيري على لقب أصغر كاتب في العالم مسجلًا في موسوعة غينيس للأرقام القياسية. الظبي، شقيقة سعيد الأكبر ببضع سنوات تكتب وقد نشرت قصتين، بالإضافة إلى أنها تعد أصغر ناشرة قامت عبر دار نشرها Rainbow Chimney بمساعدة ودعم ما يزيد عن 12 كاتبًا صغيرًا حتى اليوم وأخذت بأيدي الكثير من الأطفال نحو عالم الكتابة الإبداعية والنشر.


قد يتساءل البعض هنا، وقد يهاجم آخرون كما حدث معي في الفترة التي بدأت فيها بتقديم ورش الكتابة، عن قدرة طفلٍ ما على الكتابة أصلًا. لا ينكر كلنا أن للأطفال مخيلة خصبة تمكنهم من نسج قصص أفضل من الكثير من الكبار، لكن من يرفض مسألة كتابة الأطفال يبني هذا الرفض على مبدأ أن الكتابة من محض الخيال البحت وحدها لا تكفي وأن التجربة الإنسانية والخبرة والمعرفة التكاملية هي القادرة على صنع عمل أدبي جيد، الأمر الذي يفتقد إليه الأطفال بطبيعة الحال.


كنت أجيب دومًا أمام هذه النظرة بالتساؤلات التالية: ماذا عن أطفال المخيمات واللاجئين؟ ألا يملكون من التجربة والخبرة والأحداث ما قد يجعل من قصصهم مصدرًا من الإلهام الذي يجذب العالم إلى قضيتهم؟ أيضًا، ماذا عن فتىً مثل عبدالله جمال، الذي تعلم فن الصيد بالصقور منذ الثانية من عمره وعاش طفولة ثرية ومختلفة تمامًا عن أقرانه؟ أخيرًا، ماذا عن أشهر وأروع الأعمال الأدبية العالمية وأكثرها خلودًا مثل بيتربان وأليس في بلاد العجائب والحديقة السرية، والتي لم تنتج إلا عن اتصال كتابها بأطفالهم الداخليين وطفولتهم الحاضرة في وجدانهم؟


الحقيقة، أنه مع بعض التدريب وصقل المواهب، سندرك نحن الكبار كم يتفوق هؤلاء الصغار في فن الحكي والقص والكتابة عنا نحن الكبار.

صوت إيمان اليوسف


إيمان اليوسف، كاتبة إماراتية صدر لها أربع روايات وثلاث مجموعات قصصية. حازت روايتها "حارس الشمس" على المركز الأول لجائزة الإمارات للرواية عام 2016. حصلت على الزمالة في الكتابة الإبداعية من جامعة آيوا ضمن البرنامج الدولي للكُتَّاب عام 2018 وهي أول إماراتية يتم اختيارها لهذا البرنامج الذي يعد الأعرق على مستوى العالم. كما حصلت على منحة الفلبرايت والتي قامت بموجبها بتدريس اللغة العربية في جامعة وسترن كنتاكي في الولايات المتحدة الأمريكية للعام الأكاديمي 2020 و 2021. تقدم ورشًا ودورات في الكتابة الإبداعية للكبار والأطفال واليافعين كما تقدم ورشًا للعلاج بالكتابة. هي حاصلة أيضًا على البورد الأمريكي في تدريس اللغة العربية للأطفال.